- موضوعات متنوعة
- /
- ٠4موضوعات متفرقة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الكفر في الأرض مبني على نظرية داروين:
أيها الإخوة، الحقيقة أن الكفر في الأرض مبني على نظرية داروين، وهذه النظرية تنفي وجود الخالق، وتؤكد أن المخلوقات على اختلاف أنواعها، وأجناسها إنما نشأت بالصدفة، فهذا الكون عند داروين ليس له خالق.
سبب تعلق الغرب بنظرية داروين وامتدادها إلى العالم الإسلامي:
لكن لا بد من مقدمة مهمة جداً، هذه المقدمة تفسر سبب تعلق العالم الغربي، وامتداد هذا التعلق إلى العالم الإسلامي بهذه النظرية، مع أن كبار العلماء الذين كانوا يؤمنون بها أسقطوها من قناعاتهم بالأدلة القطعية، الذين أنكروها، وأسقطوها، ورفضوها هم أشد الناس الذين كانوا يؤمنون بها، لكن لا بد من أن تعلموا لماذا يتعلق العالم بها ؟
مرة ذكرت أن إنساناً أراد أن يشتري سيارة، ولم يشترِ، وإنسان آخر لعله صديقه أراد أن يشتري سيارة فاشتراها، ثم سرت إشاعة في البلد أن هناك تخفيضا للرسوم يصل إلى 50 %، ما الذي يحصل ؟ الذي لم يشترِ يصدق هذه الإشاعة تصديقاً تاماً من دون دليل، ومن دون بحث، ومن دون درس، لأن هذه الإشاعة تريحه، والذي اشترى من دون دليل، من دون تعليل، من دون بحث يكذب هذه الإشاعة، لأنه اشترى.
إذاً يمكن أن تصدق شيئاً لا أصل له، لكنه يريحك، ويمكن أن تكذب شيئاً موجود كوجودك، لكن تصديقه يزعجك، إذاً كثير من الناس، بل الخط العريض في البشر يصدق ويكذب، ولا علاقة بالذي صدقه بالواقع، ولا علاقة بالذي كذبه بالواقع، هذا تمهيد.
ننتقل قليلاً إلى إنسان يبيع مواد غذائية للناس، حضر درس علم، فسمع حديثاً لرسول الله، ويحتاج إلى تفسير طويل، هذا فهمه على مزاجه، أن:
(( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ))
بدأ يغش المسلمين، معتمداً على هذا الحديث، الحديث ما سأل عن تفسيره، ولا عن أصله، ولا عن سنده، لكن أعجبه، افعل الكبائر، والنبي يشفع له، لماذا هذا البائع قبِل هذا الحديث ؟ لأنه يغطي انحرافه، يغطي غشه، يغطي كل أخطائه في البيع والشراء، يأتي إنسان ماله في الربا، يكسب أموال ربوية، يقرأ قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً﴾
فيفهم هذه الآية فهماً مزاجياً، أن الله لم ينهَ عن النسب القليلة، بل ينهى عن النسب العالية.
إذاً تفهم بعض الأحاديث، تفهم بعض الموضوعات فهماً يريحك، فهذا يغش الناس يحتاج إلى حديث يغطي انحرافه، اليهود قالوا:
﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾
لكن حينما تريد أن تبيد الشعوب، وأن تقتل، وأن تفعل كل شيء، من أجل أن تعيش حياة تروق له، هذا الذي يحصل في العالم، شعوب بأكملها تدمر، تُدمر مساكنها ومرافقها، وبنيتها التحتية، تُقتل من أجل تحقيق أهداف مادية، هذا الذي يفعل هذا لا يحتاج إلى مفهوم الشفاعة، يحتاج إلى نظرية داروين، لأن هذه النظرية تلغي وجود الله كله، وتلغي الآخرة، وما مِن إنسان يتوازن إذا كان مجرماً إلا مع الإلحاد، والعالم الغربي كله ملحد، لأنك أنت لا تستطيع أن تدوس نملة إذا كنت مؤمناً أن هناك إلهاً عظيماً سيحاسبك، لا تستطيع أن تبيد شعبا بأكمله إذا كنت تؤمن أن هناك إلهاً عظيم.
لذلك مع أن هذه النظرية تهاوت، وانتهت، وأصبحت في الوحل العالم كله متمسك بها، افتح الموسوعات كلها، اشترِ أي موسوعة علمية، في بداية أي موسوعة الإنسان الحجري، ثم شكله شكل قرد، وتطور، يأتي الطالب عندنا يتمزق، مسكين، يأتي إلى الجامع فيجد الخلق يبدأ بآدم وحواء، يأتي إلى المدرسة فيجد الخلق يبدأ بقرد، يتمزق، أيهما صحيح ؟
أنا أقول: طالب العلم الشرعي إن لم يملك دليلاً قطعياً مفحماً ليقضي هذه النظرية لا يعد طالب علم إطلاقاً، لأن كل إنسان مجرم متمسك بداروين، أينما ذهبت، ادخل الجامعة، اسأل الأستاذ، يقول: لك سقطت، لا يمكن أن تصح عقيدتك إلا إذا نقضت هذه النظرية، لأنها منتشرة في العالم كله، ومع الأسف الشديد هي منتشرة في بلاد المسلمين، وفي مناهجهم، وفي جامعاتهم، وعند بعض المسلمين الذين يظنون أنهم دعاة، يقول لك: النظرية منطقية، النظرية تقوم على نفي وجود الله عز وجل.
نظام الكون قاصمة ظهر نظرية داروين:
إن المتأمل لهذا الكون الذي نعيش فيه يرى كوناً فسيحاً قوامه أكثر من 250 مليار مجرة، وكل مجرة تحوي وسطياً على 300 مليار نجم، وكل نظم من هذه النظم الرائعة قائم على أسس من قوانين وقواعد معينة، وفي كل جزء من أجزاء الكون تصميم وتنظيم، وتوازن رائع ومذهل، أرقام العقل لا يصدقها، 250 مليار مجرة، وكل مجرة فيها وسطياً 300 مليار نجم، ومجرتنا درب التبابنة مجرة متواضعة صغيرة جداً، والأرض والمجموعة الشمسية نقطة في هذه المجرة.
أما كوكبنا الأرض الذي يشغل حيزاً صغيراً في هذا الكون الهائل فيملك رموزاً معقدة، وتوازنات حساسة تماماً، فهو على العكس من جميع الأجرام السماوية يملك سطحاً صالحاً للحياة.
﴿وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ﴾
الكوكب الوحيد الصالح للحياة أرضنا، أما المياه التي تغطي معظم أجزاء كوكبنا فهي من أهم شروط الحياة، وقد صممت حرارة هذا الكون ومساره وسطحه بشكل خاص ليكون آهلاً بالحياة، حجم الأرض، وحركتها، وسطحها، ومسارها، وسرعتها، وجاذبيتها وكثافتها، من أجل أن تكون مؤهلة للحياة.
يحتوي هذا الكوكب على أنواع غنية جداً من الأحياء، فهناك الملايين من مختلف أنواع النبتات، والحيوانات، هذه كلها بالصدفة صارت حيث تعيش جميعاً بتلاؤم تام، وهذا التلاؤم متين، إلى درجة أنه يستطيع الاستمرار دون أي انقطاع، طالما بقي بعيداً عن تدخل الإنسان، فما شأن هذه النظم، وهذه الأحياء، عند مشاهدة الأحياء فوق كوكبنا يلاحظ وجود تصميم دقيق وواضح، إذ جُهز كل حي بنظم معقدة كي يقوم بمهمته على أفصل وجه، وكل هذه التعقيدات، وهذه الكائنات عند داروين صدفة، ولا خالق لها.
وبما أن الحياة مصممة، ومبرمجة، ومنظمة فلا بد أن هناك خالقاً لها، وهو الخالق الذي عرف الإنسان بذاته، منذ بداية التاريخ حتى الآن، وهو:
﴿الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ﴾
أما نظرية التطور التي ظهرت في القرن 19 فقد أنكرت هذه الحقيقة الواضحة للخلق، حيث زعمت أن جميع أنواع الأحياء الموجودة على الأرض لم تخلق من قِبل الله، بل ظهرت نتيجة للمواصفات.
كان واضع النظرية نظرية التطور عالم الطبيعة يدعى " تشارلز داروين "، وقد شرح داروين نظريته عام 1859 في كتابه " أصل الأنواع "، كسب الكتاب شعبية وانتشاراً واسعاً في مدة قصيرة، ولم يكن نجاحه مستنداً إلى قيمته العلمية، بل إلى محتواه الإيديولوجي، فقد أعطى دارون للفلسفة المادية الملحدة سنداً قوياً جداً، لذا قام أنصار هذه الفلسفة بتأييد هذه النظرية بحرارة، ولقد أهدى " كارل ماركس " واضع الفلسفة المادية كتابه المشهور " رأس المال " إلى داروين ـ فوافق شَنٌّ طبقة ـ وكتب في النسخة التي أهادها إليه عبارة: إلى تشارلز داروين من أشد المعجبين به.
حال أوروبا في العصور الوسطى:
الآن هناك توضيح ضروري جداً: التوضيح أن أوربا في العصور الوسطى كان فيها جهل مطبق، العلم مرفوض، وكل إنسان ظهر عنده نظريات أن الأرض كرة قُتل، كان هناك إرهاب كنائسي، فكان العلم يتناقض مع الدين، لذلك ما كان مِن حل أمام العلم إلا أن يخترع نظرية يبطل بها الدين أصلاً، نحن لا نحتاجها إطلاقاً، نحن ديننا متوافق مع العلم 100 %، يقول بعض العلماء الكبار وهو ابن القيم الجوزية: " إن توافق العلم والدين حتمي "، توافق العقل والنقل حتمي، لأن النقل كلام خالق السماوات والأرض، والعقل مقياس أودعه الله فينا، المصدر واحد، وعندنا قاعدة أن الأشياء إذا كانت فرعاً لأصل هي متساوية، فنحن بدينا الإسلامي العظيم، بمنهجنا، بقرآننا الكريم، بسنة النبي، وليس ثمة أي تناقض بين العقل والعلم، بين العلم والدين، بين الدين والفطرة، بين الفطرة والواقع.
دوائر الحق:
أنا أقول دائماً: الحق دائرة، يتقاطع فيها أربع خطوط، خط النقل الصحيح وخط العقل الصريح، وخط الفطرة السليمة، وخط الواقع الموضوعي.
1 ـ العقل الصريح:
العقل الصريح، لماذا قلت: العقل الصريح ؟ لأن هناك عقلا تبريريا.
هذا الذي يقال حينما أتوا إلينا، ونهبوا البترول، وقصفوا، وأبادوا، وأثاروا فتنا طائفية، ماذا يقولون ؟ جئنا من أجل حريتكم، من أجل أن تنعموا بالديمقراطية، من أجل الحرية، ماذا يفعلون بلبنان ؟ من أجل حرية لبنان، من أجل مستقبل لبنان، من أجل شرق أوسط جديد، هذا ما اسمه ؟ اسمه عقل تبريري، هذا في الوحل، لا قيمة له أبداً، ماذا قال فرعون ؟ قال:
﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾
حتى المجرم يغطي جريمته بكلام مقبول، قضية حرية، قضية ديمقراطية، قضية نظام عالمي جديد، قضية عولمة، فأنا حينما أقول: العقل الصريح، من أجل أن أبعد العقل التبريري، هذا أحقر شيء في الإنسان، أن يستخدم العقل التبريري، ليغطي جريمته، ويغطي انحرافه، ويغطي بغضه بكلام.
العقل الصريح يقابله العقل التبريري، العقل التبريري ساقط.
2 ـ النقل الصحيح:
الآن النقل الصحيح، العقل الصريح يقابله عقل تبريري، النقل الصحيح يقابله نقل غير صحيح، حديث موضوع، أو فهم لآية مغلوط، إما النص صحيح، والفهم مغلوط، أو النص أصلاً غير صحيح.
لذلك العقل الصريح يتوافق مع النص الصحيح، يتوافق مع الفطرة السليمة، يتوافق مع الواقع الموضوعي، الواقع الموضوعي خلق الله، والعقل مقياس أودعه فينا، والفطرة مقياس آخر أودعه فينا، والنقل كلامه، والأصل الله عز وجل، نحن ما في ديننا أي تناقض بين العلم والدين، وهناك في أوربا كان هناك تناقض مخيف، وسيطرة للكنيسة على كل مرافق الحياة، وكل إنسان يتعلم يُقتل، هم عندهم مشكلة حلوها بهذه الطريقة.
خطا فلاسفة أوروبا أخلاقي وليس علميا:
لذلك أهم كلام سأقوله: خطأ داروين، وفرويد، وأنشتاين، وماركس، ما كان خطأهم علميا، خطأهم أخلاقي، كيف ؟
أنت قد تكون مفتيا، قد تفتي بجهل، لك عند الله حساب شديد، لكن هناك حالة اسمها جريمة، قد تفتي بخلاف ما تعلم، هذا المجرم، من يفتي بجهل يحاسب، أما الذي يفتي بخلاف ما يعلم فهذا مجرم.
لذلك هؤلاء لم يكونوا قانعين هم أصلاً بنظريتهم، لكن نظرية فرويد اعتبر الجنس كل شيء، حتى الأنبياء يصنفهم مع الشاذين جنسياً، لماذا ؟ قال: لأنهم يحبون أن يجلسوا مع الرجال، الأنبياء العظام، الله أنقذ بهم البشرية من الضلال، فيفهم فرويد أنهم شاذون، لمحبتهم أن يجلسوا مع الرجال.
داروين جعل الدين لا أصل له إطلاقاً، والخلق عبارة عن كائنات وحيدة الخلية، تكاثرت نمت، تطورت، في النهاية أصبحت إنسانا، كله صدفة.
وإنسان آخر، ماركس، الاقتصاد عنده كل شيء، والإنسان مادة، على جنس، على كفر، خطأه ما هو بخطأ علمي، بل هو خطأ أخلاقي، وسوف ترون أن أشد الناس إنكاراً لنظريته هو داروين نفسه.
أساس نظرية داروين:
كانت الأحياء حسب نظرية داروين قد أتت من سلف واحد مشترك، وتفرعت من لطيفة تكونت ضمن شريط طويل من الزمن، لم يستطع داروين تقديم أي برهان يعتد به لإثبات نظريته هذه، ولكنه كان على وعي لكثير من الحقائق التي تناقض نظريته، واضطر إلى هذا الفصل الذي أضافه في كتابه، تحت عنوان " مشاكل نظريته "، ولكنه كان يأمل تجاوز هذه المشاكل بتقدم العلم، والذي كان، والذي فوجئ به على نقيض ذلك، فكلما تقدم العلم نقض ادعاءات داروين، هو اعتمد على تقدم علمي مستقبلي، وقال: إن لم يثبت العلم نظريتي فهي باطلة، قال: كيف نشأ أول كائن للوجود ؟ لا يتطرق داروين إلى هذا الأمر في كتابه، فقد فاته أن هذا سيخلق مشكلة كبير لنظريته، كيف بدأ أول مخلوق في الكون ؟ هذه ما أجاب عنها، هذه ما لها إجابة، إلا أن هناك خالقا خلقه، كان تخلف العلم في عصره أدى إلى تصور خاطئ، فهو أن الحياة قضية بسيطة جداً، هو تصور الحياة قضية سهلة جداً، الآن الخلية تدرس في الجامعة بكتب ومجلدات، الخلية وحدها، الخلية كان يُظن أنها أصغر وحدة بنائية، الآن أصبحت أصغر وحدة وظيفية، الخلية فيها نواة، فيها غشاء، وفيها هيولى، النواة فيها ألوف من الجينات التي المبرمجة بوقت معين.
والله أيها الإخوة، أحياناً لو اطلعتم على ما في كتب العلم بالجامعة المألوفة يكاد العقل لا يصدق، الخلية، هو كل اعتماده على تقدم العلم بإثبات نظريته، فإن لم يثبت العلم نظريته فهي باطلة.
مثلاً: كان يظن أنه يمكن ظهور الأحياء بسهولة من مواد غير حية، أحياء تظهر من مواد غير حية، والفكرة كانت ظهور الضفادع من الوحل والطين، تأتي بوحل وتراب، تضع له ماء يصبح وحلا، بعد هذا تخرج ضفدعة منه، هذا موجود في كتابه، هذه واحدة.
والحشرات من فضائل الطعام المنتشرة جداً، تأتي لحمة، تذبح مثلاً خروفا كتابه، وتضع لحمة فيخرج منها دود، الدود جاء من اللحم، لكن ثبت بالعلم أن الدود يأتي من بيوض تنقلها الذباب إلى اللحم، فخروج الضفدع من الطين لم تثبت معه، والديدان تأتي من اللحم أيضاً لم تثبت معه، حتى عمل تجارب طريفة لإثبات هذه الفكرة، فقد وضعوا بعض الحبوب فوق خرق بالية، وهم يتوقعون ظهور الفئران بعد فترة، ائت الآن بخرق بالية، وضع لها قليلا من القمح، قال: تخرج فأرة، هو من سذاجته اعتقد أنه يمكن أن تنشأ الحياة من جسم غير حي.
كما تم اعتبار خروج الديدان فوق اللحوم المتعفنة دليلاً وبرهاناً على ظهور الحياة من الجمادات، والمواد غير حية، ثم تبين فيما بعد أن هذه الديدان لا تظهر هكذا تلقائياً، بل تخرج من بيوض صغيرة غبر مرئية بالعين المجرودة، ينقلها الذباب، ويضعها هنا.
نقض العلماء لنظرية داروين:
1 ـ نقض باستور لنظرية داروين:
أما في العهد الذي قدم فيه داروين نظريته فإن نشوء الجراثيم من المادة غير حية بكل بساطة كانت فكرة شائعة، ومنتشرة في دنيا العلوم، قام العالم البيولوجي الفرنسي المشهور ( باستور ) بعد خمس سنوات لنشر داروين نظريته أصل الأنواع بهدم هذه الفكرة بشكل علمي، والتي كانت أسس نظرية التطور، كان ملخص النتيجة الذي توصل إليها ( باستور ) بعد بحوث وتجارب عديدة وطويلة، هو الآتي:
إن الزعم في أن انبساط الحياة هذا أكبر واحد كان مؤمن بداروين عالم كبير فرنسي ـ بالمناسبة كل العلماء بهذا الفيلم أجانب كانوا مؤمنين بالنظرية، ثم نقضوها ـ قال: ثم انبساط الحياة من مواد غير حية ليس صحيحاً أبداً، وأمسى في ذمة التاريخ.
2 ـ نقض ألكسندر أوفر لنظرية داروين:
في بداية القرن العشرين كان العالم الروسي المعروف ألكسندر أوفر أول من تناول نشوء الحياة وأصلها، وكانت غايته بشرح ظهور الخلية الأولى، التي زعمت نظرية داروين أنها السلف المشترك لأنواع الأحياء، حاول أوفر بالثلاثينات تقديم بعض الفرضيات، التي تدعي أنه من المحتمل ظهور الحياة بالخلية الأولى من مواد ميتة، نتيجة لعوامل مصادفات غير أن محاولاته هذه باءت بالفشل، واضطر أوفر للاعتراف بما يلي:
من المؤسف أن قضية ظهور الخلية الأولى تعد أظلم نقطة في نظرية التطور، وانتهت جميع التجارب أن هذه العملية التي عجزت عقول البشر جميعاً مع كل التقدم التقني عن تحقيقها قد تمت سابقاً عن طريق المصادفات.
ثبت علميا أنه يستحيل خروج شيء حي من شيء غير حي:
الآن أول فكرة أن بنى دارون نظريته على أنه يمكن أن يخرج من شيء غير حي خلية حية هذا، هذه نقطة، الخشب غير حي، التراب غير حي، الصخر غير حي تنشأ حياة، تنشأ ضفدعة، تنشأ فارة، ينشأ دودة، الدودة كائن حي، فهي النظرية كلها قائمة على أنه الكون بدأ بصخور، بكواكب، بعد هذا انبثقت الصخور كائنات حية، الآن العلم الحديث نقضها، وهذه النظرية انتهت، ومستحيل أن نستخلص خلية واحدة حية من شيء غير حي.
لما تعذر واستحال أن يظهر كائن حي من شيء غير حي معنى ذلك أن هذه النظرية انتهت، وسقطت، هي بنيت على هذه الفكرة، أن الجماد ينبثق منه حياة، صدفة، الآن مع التقدم التقني، والمجاهر، والكمبيوترات، والتقدم بالفيزياء، والكيمياء، والعلوم الطبيعية لم يستطيعوا أن يجدوا شيئا، ماذا تأكل البقرة ؟ الحشيش، هل يمكنك أن تصنع حليب، تأتي بكيلو حشيش، وتصنع الحليب ؟ لا تستطيع، ماذا تأكل الدجاجة ؟ تأكل فضلات، فتخرج بيضة، هل تستطيع أن تصنع بيضة ؟ هل يمكن أن يخرج شيء حي من كائن غير حي ؟ تأكل الدجاجة الحشيش، وكل كل شيء تأكل الدجاجة تخرج بيضة، والبيضة يخرج منها صوص، الصوص كائن حي، هل من الممكن للبشرية الآن أن تصنع صوصا من مواد غير حية ؟
إن النظرية كلها مبنية على أن خلية حية تنبثق من جسم غير حي، هذه النظرية أنكرها العلم، وأن ظهور خلية حية للوجود نتيجة للصدف يشبه ظهور طائرة بوينك 747 من معمل خردة، تأتي بمستودع حديد، ماذا عندك من حديد قديم ضعه مع بعضه، بعد هذا يجب أن تخرج بوينك 747، مستحيل !.
الذي يؤمن بخروج خلية حية من أشياء غير حية، كمن يؤمن بظهور طائرة بوينك 747، هذه الكرومزومات هذه ( دي إن إي )، هذه أعقد ما في الإنسان، الكون كله، بكل ما فيه، الكون كم مجرة ؟ لا يمكن أن يظهر منه ذرة واحد حمض أميني صدفة، هذا الحمض الأميني، الآن كل واحد في الخلية عنده هذا، يا ترى شعره سبط، أجعد، أسود، عينه زرقة، بيضاء سوداء، بني، جلده، طويل، قصير، خده أسيل، خده مدور، رأسه صغير، جسمه كبير، كل صفاته، فيه خمسة آلاف مليون صفة، كلها مودعة بهذه الكرومزومات، هذا علم الجينات الذي نمشي فيه الآن.
في هذه الخلية نواة، وهناك كرومزومات، الجينات التي تحدد الإنسان طوله، ولونه، ولن عيونه، وجلده، وعنده من أشياء خاصة، حتى هويته.
3 ـ نقض ( فريد هوي ) لنظرية داروين:
أيها الإخوة، ضرب العالم الرياضي الفلكي الإنكليزي المعروف " فرد هوي " المثل الآتي ببيان مدى استحالة هذا الأمر، فقال: إن ظهور خلية حية في الوجود نتيجة المصادفات يشبه ظهور طائرة بوينك، وقتها كان 747، الآن هناك 777، عن طريق المصادفات نتيجة هبوب عاصفة على محل لأدوات الخردة، فيستحي أن تظهر خلية من مادة غير حية كظهور طائرة بوينك 747 من محل خردة حديد، ظهرت عاصفة، قام فظهرت طائرة.
لقد أظهر علم الكيمياء الحيوي أنه ليست الخلية هي التي تملك تلك النظم فحسب، بل إن الجزئيات ( دي إن إي ) الموجودة في نواة الخلية كل خلية بجسمنا فيها غلاف، و هيولى ونواة، بالنواة ( دي إن إي )، لما يتأكدون من شخصية إنسان، فإن نواة الخلية تملك تصميما معقدا ومذهلا.
اكتشاف التصميم المذهل لـ ( دي أن إي ):
قام العالمان جميس وداتسن فرانسيسكو عام 1955 باكتشاف التصميم المذهل لجزئيات ( دي إن إي )، نحن تركنا الخليلة، تركنا الغلاف، تركنا الهيلولة، تركنا النواة، بين النواة في ( دي إن إي )، يعني الحموض الأمينية، هي معقدة، رأيتموها مثل الحلزون، ذرات الكون بأكمله لا تكفي لظهور خلية أو ذرة لـ ( دي إن إي ) صدفة.
مثلاً أن أجيب عشر ورقات، أضع واحدا، اثنين، ثلاثة، للعشرة، أضعهم بكيس، احتمال ظهور وراء بعضهم واحد أمامه عشرة أصفار، أي عشرة آلاف مليون، أعمل أنا عشرة آلاف مليون محاولة، قطعة ورقية، ائتِ بواحد واسحب، أول محاولة 1ـ 7 ـ 8 ـ 4 ـ 2 ـ 5 وثاني محاولة، الثالثة، عشرة آلاف مليون محاولة يمكن صدفة أن تسحب 1 ـ 2 ـ 3 ـ 4 ـ 5 ـ 6 ـ 7 ـ 8 ـ 9 ـ 10.
هذا الحمض الأميني ذرات الكون بأكملها، المجرات كلها على ما هو معقد لا تكفي لظهور ذرة حمض أميني صدفة، وبنية ( دي إن إي ) لا يمكن أن تظهر إلى الوجود صدفة، لقد اضطر إلى هذا الاعتراف مع أنه من أنصار داروين، ( دي إن إي ) فقط مستحيل أن تظهر صدفة، قال: هي هذه الجزئية عملاقة موجودة بنواة كل خلية حية، بالقطة، وبالحصان، وبكل شيء حي، الخلية فيها ( دي إن إي )، كل كائن حي فيه ( دي إن إي ).
قال: والخواص المادية جميعها التي يملكها كل مخلوق مربوطة بشكل شفرات في الجزئية الحلزونية، شكل الوجه، لون العيون، حواجبه مقفولة، غير مقفولة مثلاً، أنفه طويل، قصير، مع انحناء، أفطس، جسم الإنسان، مشعراني، مليون صفة كلها موجودة في ( دي إن إي ).
والله مرة سمعت بحثا علميا بإذاعة ( بي بِي سي ) قال فيها الباحث: هذه النواة عبارة عن خمسة آلاف مليون صفة مبرمجة، الشاب في سن الـ17 أو الـ 13 يخشن صوته، يخرج شعر تحت إبطه، لماذا خرج الشعر من هنا ؟ من أعطاه الأمر ؟ فيه أوامر مبرمجة، قال: بدءاً من لون أعيننا، وبنية جميع أعضائنا الداخلية وانتهاء إلى شكل ووظائف جميع الخلايا نراها موجودة بشكل مبرمج في الأقسام التي يطلق عليها اسم الجينات في هذه الجزئية، تتألف شفرة ( دي إن إي ) من تراص أربع جزئيات مختلفة، فإن قمنا بتشبيه كل جزئية لهذه الجزئيات بحرف قلنا: ( دي إن إي ) هو بنك للمعلومات مكون من أربعة أحرف، وقد تم تخزين جميع المعلومات العائدة إلى الجسم في بنك المعلومات هذا، ولو قمنا بتسجيل المعلومات الموجودة بـ ( دي إن إي )، وكتابتها على ورق لاحتجنا إلى مليون صفحة، إذا أخذنا هذه المعلومات الموجدة بـ ( دي إن إي )، دون النواة اتركوا الغلاف، اتركوا الهيولى، ضمن النواة في ( دي إن إي )، إذا أخذنا المعلومات، وكتبناها قال: نحتاج إلى مليون صفحة من صفات دوائر المعارف الكبيرة، قال: هذا ما يعادل أربعين ضعفا من دائرة المعارف البريطانية، وأكبر موسوعة في العالم دائرة المعرف البريطانية، نحتاج أربعين ضعفا حتى نكتب معلومات مبرمجة بهذه ( دي إن إي ) التي ضمن النواة، لكن داروين قال: إن هذه خلقت صدفة.
ولكن هذه المعلومات الهائلة مخبوءة في النواة الصغيرة للخلية الحية التي هي أصغر من 1 % من الميليمتر، إذا أتينا مم وقسمناه مئة جزء، هذه الخلية التي فيها غلاف وهليلولة، ونواة، هي الدي إن إي، التي فيها معلومات يحتاج إلى مليون صفحة.
قال: وقد قدر أن جزئيات ( دي إن إي ) التي تملأ ملعقة شاي تستطيع أن تتسع لجميع المعلومات التي تحتويها جميع الكتب المطبوعة في العالم حتى الآن، فكم من كتاب في الأرض ؟ كل الكتب المطبوعة حتى الآن لا تكفي، بكل اللغات، في العالم كله، من وقت ظهور المطابع حتى الآن لا تكفي، لكن دارون قال: هذه ظهرت صدفة.
ولا شك أن لمثل هذه الدنيا الرائعة، والتصميم المذهل لا يمكن أن ينشأ من نفسه، وضمن المصادفات العشوائية.
وأخيرا ظهر بطلان نظرية التطور والنشوء:
إن نظرية التطور التي تحاول إرجاع جميع الكائنات الحية إلى المصادفات تبقى عاجزة عجزاً مطلقاً أمام التركيب المذهل لجزئية ( دي إن إي )، ومن الواضح أن البروتينات في ( دي إن إي )، والخلايا وجميع الأحياء ليست إلا نتيجة وأثراً لخلق في درجة الكمال، وما دام هناك مثل، مثل هذا الخلق المذهل والكامل فلابد أن هناك خالقاً متصفاً بالقدرة، والعلم المطلق اللانهاية.
إخواننا الكرام، والله أنا ما مِن إنسان أحتقره أكثر من واحد صدق النظرية، تخرج الضفدعة من الوحل، والدود من اللحم، وتأتي بخرق بالية، وتوضع فيها قليل من القمح فتخرج فأرة، و( دي إن إي ) التي فيها معلومات تحتاج مليون صفحة، ولو أخذنا ملعقة شاي كل كتب المطبعة حتى الآن لا تكفي.
﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾
نحن معنا قرآن كريم، أنا أتمنى أن الواحد لا يأخذ الأمور ببساطة، الكتب المدرسية كلها من دون مبالغة في الجامعة هذه النظرية الأولى فيها، وهي غير صحية إطلاقاً، الذين تحمسوا لها نقضوها، لكنها مريحة للكافر، لماذا يقصف، ويُذهب ملايين و، يلقي قنبلة ذرية على هيروشيما فيُذهب 300 ألف في ثوانٍ ؟ لأن عنده لا إله، ما دام قويا فهو مرتاح.
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾
والله لا تستطيع كمؤمن أن تدوس نملة، هم يقتلون ملايين البشر، ما عنده مشكلة أبداً، لأن هناك داروين، ليس عندهم الله، ولا آخرة، لا تصدق مجرما آمن بالله، أو بالآخرة، لو آمن بالله أو بالآخرة ترتعد مفاصله من قتل نملة لا إنسان.
(( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ))
من أجل أن تعرفوا هذه الحضارة الغربية قائمة كلها على داروين، وقائمة على أنه لا إله، و عندنا شيء اسمه تأله الإنسان، الإنسان هو الإله، يظن نفسه هو الإله، لأن معه سلاحا.
مرة قال جندي إسرائيلي: أنا رب، أرى إنسانا فأقتله أو أدعه، يكون الطيار يريد أن يقصف، السيارة كلها راحت، هو مرتاح، والله ما من قطرة دم تهرق إلا ويتحملها إنسان يوم القيامة، انتبهوا، اترك البشر،
(( دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ))
نحن ديننا دين انضباط.
أما سيدنا صلاح الدين لما فتح القدس فما أهرق قطرة دم، ما نهب شيئا، دفعوا أثماناً كاملة، هذا الدين، من دون الدين ماذا كان يحصل في العالم ؟